في لهجة تتسم بالتصعيد والتحدي للغرب, أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس أن أي دولة لاتجرؤ علي شن عدوان ضد بلاده, مطالبا القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة بالانسحاب من المنطقة, وذلك في إشارة إلي العراق وأفغانستان, وقال أحمدي نجاد في كلمة وجهها إلي الأمة الإيرانية في ذكري اندلاع الحرب العراقية ـ الإيرانية في عام1980 عقب عرض عسكري: إن أية قوي لن تجرؤ علي شن عدوان ضد إيران مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية الآن تتمتع بالخبرة والقوة.
وأكد نجاد استعداد الجيش لمواجهة أي قوة تحاول مهاجمة إيران من أي جهة كانت, وأن الجيش الإيراني سيقطع أي يد تطلق رصاصة تجاه طهران.
وقد طالب أحمدي نجاد ـ الذي سيتوجه في وقت لاحق إلي نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة بالأمن المتحدة ـ القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق وأفغانستان.
وقال الرئيس الإيراني مخاطبا الدول الأجنبية التي لديها قوات في المنطقة: إننا ننصحكم بالانسحاب والعودة إلي بلدانكم لأن منطقتنا لن تقبل وجود القوات الأجنبية لفترة طويلة. وأضاف أننا نطالب قوي الغطرسة بمراجعة سياساتها, مشيرا إلي أن القوي الغربية تبيع السلاح وتتحدث عن السلام.
وتأتي كلمة نجاد قبيل أيام من عقد اجتماع دولي بين إيران وممثلي الدول الست الكبري لبحث حزمة المقترحات المقدمة من طهران بشأن برنامجها النووي.
وجاءت لهجة التحدي من نجاد للغرب في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في نيويورك أن بلاده تأمل في بناء الثقة مع الدول الغربية الكبري خلال المحادثات والتي تستهدف تهدئة المخاوف بشأن برنامجها النووي.
ونقلت وكالة ايرنا الإيرانية الرسمية عن متقي قوله لمجموعة من الصحفيين: إننا يجب أن نتوصل إلي ثقة واسعة من أجل النظر في المسائل الاساسية وبدء المفاوضات.
وتعقد الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس ـ الأمن ـ الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالإضافة إلي ألمانيا ـ اجتماعا اليوم الأربعاء تمهيدا للقاء مندوبيها مع المفاوض الإيراني في الملف النووي سعيد جليلي في أول أكتوبر القادم.
وأوضح متقي: أدرجنا تحت فصل المسائل الدولية في مجموعة الاقتراحات التي وضعناها.. القضايا النووية وبمنع الانتشار النووي ومراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لجميع الأنشطة النووية.
ومن المرجح أن تجري المحادثات المقررة بين إيران ومجموعة الست مطلع الشهر المقبل في تركيا وستكون الأولي التي تجري علي مستوي رفيع حول هذا الملف منذ انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وتشتبه الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك الأسلحة النووية تحت ستار برنامج نووي مدني, وهو ماتنفيه طهران.
وفي غضون ذلك, أطلقت إسرائيل حملة دبلوماسية لاقناع عدد من الدول بمقاطعة الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الإيراني اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وصرحت مندوبة إسرائيل لدي الأمم المتحدة جابر ييلا شاليف بأن نجاد ألقي خطابا قبل أيام قليلة مليئا بالحقد, واعتبرت ان مغادرة القاعة وعدم الحضور سيكون خطوة رمزية.
وتابعت: لانطالب الدول بوعود بل نكتفي بتذكيرها بمدي خطورة هذا الشخص ومدي خطورة البلد الذي يرأسه. وقالت: إن الأمريكيين مدركون لهذه المخاطر وسيقتصر حضورهم علي مستوي متدن جدا ينحصر في موظفين وستتغيب سفيرتهم والمسئول الثاني في الوفد.
وأعلن أحمدي نجاد أمس الأول أنه فخور, لأنه أثار استنكار وغضب المجتمع الدولي بتصريحاته التي نفي فيها حدوث المحرقة اليهودية.
وفي تطور جديد علي صعيد الملف النووي الإيراني, أعلنت إيران علي لسان مدير وكالتها الجديد للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أنها انتجت جيلا جديدا من أجهزة الطرد المركزي والتي تخضع حاليا للأختبارات الفنية. وقال في تصريحات أدلي بها في مؤتمر صحفي إن العلماء الايرانيين انتجوا جيلا جديدا من أجهزة الطرد المركزي بخضع حاليا للاختبارات اللازمة.
وخلال العرض العسكري الإيراني السنوي, تحطمت أمس طائرة عسكرية مشاركة في العرض بالقرب من طهران وذلك طبقا لما ذكرته وكالة أنباء أيرنا الإيرانية الرسمية.
وأوضحت أن الطائرة تحطمت خلال العرض العسكري في قرية فالي أباد الواقعة بالقرب من طهران.
ومن ناحية أخري طالبت منظمتان للدفاع عن حقوق الإنسان الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيين موفد خاص للتحقيق في المزاعم بشأن حدوث انتهاكات لحقوق الانسان في إيران منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل التي جرت في12 يونيو الماضي, وأعلنت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران ومنظمة هيومن رايتس ووتش التي تتخذ من نيويورك مقرا لها, أن علي الدول ال192 الأعضاء في الأمم المتحدة أن تغتنم فرصة مشاركة الرئيس الإيراني في اجتماع الجمعية العامة هذا الأسبوع في نيويورك لمساءلته بشأن اعمال العنف التي وقعت في إيران منذ اعادة انتخابه.
ونددت المنظمتان ب استخدام القوة القاتلة بصورة غير مشروعة بحق متظاهرين مسالمين, واحتجاز معتقلين لفترات طويلة في زنزانات انفرادية وانتزاع اعترافات بالقوة, مشيرة أيضا الي تقارير عديدة بحصول تعذيب واغتصاب معتقلين.
وقال هادي قائمي رئيس الحملة الدولية لحقوق الانسان في إيران: رغم تشديد قبضة الحكومة واستخدامها العنف, لايزال العديد من مسئولي المجتمع المدني الإيراني والاوساط الدينية يطالبون السلطات باحترام الحقوق الاساسية واصفا هذا الموقف بأنه شجاعة. وتابع خلال مؤتمر صحفي: يجدر بالدول الاعضاء في الامم المتحدة تكريم شجاعة المواطنين الايرانيين بتعيين موفد خاص.